محطة القناطر القديمة .. مأوى
للقمامة
كوبري محمد على أصبح وكر لتجارة المخدرات وتعاطيها.
مصير قرية "مرجانه" من شاليهات إلى
"إسطبل أحصنة.
كتبت : إسراء فتيان
أعتدت على تحضير ذاتي كل صباح
يوم الجمعة قاطعاً أحادى عشر محطة ولم تكن تلك المحطات المعتادة بوسائل النقل
البرية بل كانت رحلة بحرية نقطعها داخل نهر النيل، وبرغم من تحول النيل وتغير شكله
علاوة على الطفرات التي حدثت في العادات الخاصة بسكانه إلا أنني مازالت أحضر ذاتي
في ذلك الموعد من كل أسبوع لأقطع تلك الرحلة ،لكنني بمرور العمر وسهولة الوصول
بوسائل المواصلات وأختفى الرحلات النيلية أشعر أن الأماكن الخالدة أصبحت مأوى
للحيوانات الضالة والمحطة القديمة أصبحت مأوى لأسواق والقمامة أيضاً لذا المتعة
والاستمتاع بالمكان بدى يتلاشى شيء فشيء ، هكذا قال لنا "محمد يوسف"
صاحب الثمانون عام والذي يعمل بإحدى محطات القطار.
لذا كان من الضروري أن نآخذك
عزيزى القارئ في جولة بعشرات الجنيهات لرحلة قصيرة داخل "القناطر الخيرية".
"محطة القناطر الخيرية القديمة"
تم إنشاء هذه المحطة عام 1916
كانت من أفضل المحطات في مصر من حيث التنظيم والاهتمام بما يتعلق بمواعيد الرحلات
وما يختص النظافة العامة للمكان ، لكنها الآن تحولت إلى مراعى للحيوانات علاوة على
الإهمال الكامل في مواعيد القطارات والنظافة العامة للمكان فأضاف محمد ، إحدى
مالكي محلات المجاورة للمحطة ، أن المكان مُهمل بالكامل حيث لا يتوافر دورة مياه
للمحطة بالإضافة إلى عدم وجود ناظر خاص بالمحطة مما دفع العشوائية وعدم التنظيم
داخل المكان فيبدو المكان وكأنه ملجأ للمتشردين. وقالت سلوى، صاحبة 44 عام ، بائعة
بجوار المحطة ، أغلب الزبائن لا تأتي للشراء منا بسبب المهملات المنتشرة في كل
مكان علاوة على فساد المنظر العام بالإضافة إلى أنه يوجد سوق عام يوم الثلاثاء حيث
يضطر قائد القطار التوقف عن الرحلة حتى يبدو القضبان فراغاً من الناس وقد يؤدي ذلك
في بعض الأحيان إلى إصابة البعض في بعض الأحيان فكل ما نحتاجه هو التنظيم ونظافة
العامة للمكان .
"كوبري محمد علي"
يعتبر كوبري محمد علي باشا من أهم الأماكن الأثرية التي تميز القناطر
والتي تعتبر من أهم معالمها البارزه فلقد قام بناء الكوبري وسمي باسمه وذالك عام 1847 لتربط بين المدينة التي
يقع فيها محلج القطن ومنطقة الحدائق، ذلك الكوبري الذي يعد من أقدم كباري العالم والتي اتخذه
أهالي القناطر مكان للتنزه الأسري واتفق الجميع أن الكوبري لديه العديد من الأنشطة
الاجتماعية ولكن لم يستمر تنزه الكوبري طويلاً ، وأصبح بمرور الزمن وكر لتجارة
المخدرات وتعاطيها أيضاً ولممارسة الفعل الفاضح وبنهاية الكوبري ينتهي
مصيرك لأمرين للسرقة أو لمضايقة من أصحاب الخيول ، تلك الأمور التي
جعلت الكوبري مهجورا من الازدحام الشديد أيام العيد و أوقات الصيف وأضاف لنا على
إبرهيم، عامل حر، ربما هذا المكان تغير كثيراً عن ما مضي فأنا دائماً ما كنت أتى
في العطلات والمناسبات هنا كان المكان أكثر نظافة واهتمام وربما كان منسوب النيل
أعلى من ذلك وربما كان نظافة المكان جزء من سياق ثقافتنا أم الآن الإهمال من
الأهالي والتجاهل من الحكومة للأماكن الأثرية فالاهتمام ببناء الجديد ونسيان
القديم يبدو لي مرعباً كما أنه هناك أماكن لم تعد موجودة كمتحف العملة
بالإضافة إلى قطع الأشجار فأصبح الكوبري بعدما كان أثري أصبح مجرد ملجأ للمتشردين
وملهي للحيوانات والقمامة وقد لا أتى بعد عام هنا مرة أخرى حتى لا أحزن على هذا المكان
الذي أرتبط معي بالكثير.
"قرية مرجانه"
دائماً ما نسمع أن لكل مكان قصة
قد تكون حبكتها قوية فيكون العنصر البشري فيها مدمراً أو يافعاَ لكننا هنا أمام
تحولاً تام للمكان يحوي حوله عدد لا نهائي من الأشجار النادرة علاوة على الاتصال
القديم الذي كان يربط أشخاص مهمة بالتواجد فيه ، وعلى الرغم من اختلاف القصص التي
تروي عن المكان إلا أن إهمال هذا المكان يعتبر قنبلة مؤقوته، ويرجع تاريخ
"قرية مرجانه" إلى عهد محمد على باشا والخديوى إسماعيل فقد كانت عبارة
عن أراضى تم استصلاحها للزراعة وزرع الخديوى إسماعيل العديد من نباتات
الزينة بها، وفى عام 1963 قررت الحكومة تعميرها مرة أخرى وتحويلها إلى شاليهات
القناطر؛ حيث أقامت 25 شاليها، وفي عام 1992 قررت الحكومة طرحها كمشروع استثمارى
حيث استأجرها أحد رجال الأعمال لمدة 25 عامًا مقابل تنميتها وتم فسخ التعاقد معه
عام 2010 من المحافظة لإخلاله بالشروط وكان في انتظارها مستقبل من الإهمال.
ولقد أضاف أحد العاملين بها أن الأحوال تغيرت تماماً فأصبح
المكان شبه مهجور علاوة على أن الرعاية والاهتمام بالمكان من قبل الحي أو الهيئات
الإدارية أصبح غير موجود فأضحى الوضع على ماهو عليه وتحول المكان إلى "إسطبل
أحصنة " علاوة على إقبال السياح على مكانه ذاته أصبح ضعيف عن ما مضي كما أن
هذا المكان أرتبط بحكايات كثير تتعلق بشخصيات مهمة فليس من الطبيعي أن يكون هذا
المكان على النيل مباشرة ويحيط به عدد لا نهائي من الأشجار النادرة ومصيره الإهمال
والتجاهل من قبل الحكومات لذلك وضروري أن نستثمر هذا المكان فلقد تم غلق الالاف من
البيوت نتيجة لغلق الكثير من الأماكن التي تعتبر مصدر رزق رئيسي لهم فعلى الأقل
على الحي تنظيف المكان لكي يكون مناسب للعيش.