المعالم الأثرية.. الحضارات تُزين العملات المصرية



كتبت- تغريد أيمن:

تُزين المعالم الأثرية والشخصيات التاريخية العديد من العملات الورقية المصرية، فتمثل فترات تاريخية متعددة، كالتاريخ الفرعوني أو تاريخ مصر القديم، إضافة إلى معالم الحضارة الإسلامية التي تُزين العديد من هذه العملات الورقية، تخليدًا لتراث وتاريخ مصر، حيث يكتب أسماء هذه المعالم الأثرية أسفل كل معلم من هذه المعالم على العملة الورقية؛ لتعريف الأفراد بتاريخ بلادهم وأجدادهم. 



الخمسة قروش
فتتبوأ الملكة نفرتيتي على ورقة الخمسة قروش، والتي تعد من أشهر الملكات الفرعونيات التي كانت تشتهر بالجمال والأناقة، واسم نفرتيتي في اللغة الفرعوينة يعني "الجميلة أتت"، فهي التي تنتمي للأسرة الثامنة عشر في مصر القديمة، وهي زوجة الملك أخناتون، واشتهرت بالتمثال النصفي لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيرى، وتعود هذه القطعة الفنية إلى العصر القديم وهو أشهر رسم للملكة نفرتيتي، وعثر عليه عالم المصريات الألماني "لودفيك بورشاردت" في 6 ديسمبر 1912م بورشة النحات تحتمس في تل العمارنة.

الخمسة وعشرون قرشًا

تُزين ورقة الخمسة وعشرون قرشًا بمعلمين أثريين وهما، جامع السيدة عائشة ونسر صلاح الدين، فيقبع جامع السيدة عائشة في القاهرة بحي الخليفة في شارع السيدة عائشة، وهي السيدة عائشة بنت جعفر الصادق، والتي أجمع المؤرخون على أن ضريحها في البداية كان صغيرًا، ثم اهتم بعمارته الفاطميون والأيوبيون، حيث أنشأوا بجوار الضريح مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم، وعندما أحاط صلاح الدين الأيوبي القاهرة والعسكر والقطائع والفسطاط فصل بين قبة السيدة عائشة وبين القرافة، ثم فتح باب في السور إلى القرافة سُمي بباب عائشة، ويعرف حاليًا بباب القرافة، ثم أُلحق بالضريح مسجد السيدة عائشة، وأعاد عبد الرحمن كتخدا بناء المسجد عام 1762م، ثم هدم المسجد وأُعيد بناؤه عام 1971م على ما هو عليه حاليًا.

أما نسر صلاح الدين المرسوم في الوجه الآخر من العملة لمملكة سلطان الدولة الأيوبية في مصر، ووجد الشعار في قلعة صلاح الدين بالقاهرة واُعيد استخدامه بعد 23 يوليو عام 1952م في مصر، وطور شكله مع الوقت واتخذ شعارًا لمصر، وذلك حسب القرار الجمهوري الصادر في 2 أكتوبر 1984م باعتماد شعار جمهورية مصر العربية في شكل نسر زخرفي، مأخوذ عن نسر صلاح الدين الأيوبي، وهو نسر مصري مضموم الجناحين باللون الذهبي رافعًا رأسه للدلالة على الرفعة والاعتزاز، ويتوسط صدره درع عليه علم مصر. 



الخمسون قرشًا

يوضع كلًا من الجامع الأزهر ورمسيس الثاني على ورقة الخمسون قرشًا، فالجامع الأزهر، هو أول أثر فاطمي في مصر، وهو من أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي، ولقد أنشيء على يد القائد جوهر الصقلي عندما تم فتح القاهرة عام 970م، وأنشيء بأمر من المعز لدين الله ليكون جامعًا ومدرسة لتخريج الدعاة الفاطميين وتعليمهم المذهب الشيعي، قبل تحويله إلى المذهب السني في عهد صلاح الدين، ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس الجامع الأزهر في 14 رمضان عام 970م، وتم بناء المسجد في شهر رمضان عام 972م، وبذلك أصبح أول جامع أنشيء في مدينة القاهرة، التي اكتسبت لقب مدينة الألف مئذنة.
وعلى الوجه الآخر من العملة يوضع رمسيس الثاني وهو ابن الفرعون سيتي الأول والملكة تويا، ورمسيس الثاني هو حاكم فرعوني مصري، حكم مصرلمدة 66 عامًا، هو ثالث فرعون الأسرة التاسعة عشر، وصعد إلى الحكم في أوائل العشرينات من العمر، قام ببناء العديد من المعابد والتماثيل المثيرة للإعجاب ومنها، مجمع أبو سمبل "وهو موقع أثري يوجد ببطن الجبل جنوبي أسوان، وقد بناه رمسيس الثاني عام 1250 قبل الميلاد"، ومعبد الرمسيوم "هو المعبد الجنائزي الخاص بالملك رمسيس الثاني، ويقع مدخل هذا المعبد في الناحية الشرقية من النيل بالأقصر".
الجنيه
يُزين الجنيه بمعلمين أثريين هما جامع السلطان قايتباي ومعبد أبو سمبل، ويعتبر جامع قايتباي الموجود على وجه العملة من أعرق الجوامع والكائن بشارع جامع قايتباي بالروضة بمنطقة آثار مصر القديمة، وأنشأه السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي عام 1472م، وحكم السلطان الأشرف قايتباي مصر لمدة 29 عامًا’ وشهدت خلال فترة حكمه رخاء وازدهار على مختلف الأصعدة وبرز ذلك من خلال العمارة الإسلامية التي شُيدت في عصره. ولهذا الجامع مكانة خاصة في العمارة الإسلامية، حيث يحتوي على العديد من الزخارف والأشكال الهندسية الفريدة، ويلقب المسجد بـ "أستاذ العمارة الإسلامية".
وفي ظهر العملة يوجد معبد أبو سمبل الذي نُحت في الجبل في عهد الملك رمسيس الثاني كنصب تذكاري له هو وزوجته الملكة نفرتاري للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش ولردع المتمردين في جنوب مصر، ويعتبر المعبد من أكبر معابد مصر القديمة.

الخمسةُ جنيهات
جامع أحمد بن طولون وصورة «الإله حابي» يزينان ورقة الخمسة جنيهات، فجامع أحمد بن طولون أو الجامع الطولوني، هو أحد الجوامع الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، وقد أمر ببنائه أحمد بن طولون، مؤسس الدولة الطولونية عام 877 ميلاديًا بمدينته الجديدة القطائع، ويعد أقدم جوامع مصر القائمة حتى الآن لاحتفاظه بحالته الأصلية بالرغم من بنائه بعد بعض الجوامع، كجامع عمرو بن العاص الذي توالت عليه الإصلاحات التي غيرت معالمه، وهذا المسجد هو ثالث جامع بُني في عاصمة مصر الإسلامية بعد جامع عمرو بن العاص في الفسطاط وجامع العسكر، وجامع أحمد بن طولون هو أكبر مساجد مصر، حيث تبلغ مساحته مع الزيادات الخارجية حوالي ستة أفدنة ونصف الفدان.
وعلى الوجه الآخر من العملة يظهر عليه صورة فرعونية للإله "حابي"، إله النيل، وهي صورة تمثل الخير والرخاء الموجود بنهر النيل الذي يعتبر هبة لشعب مصر.

العشرة جنيهات
يوجد كلًا من جامع الرفاعي والملك خفرع على ورقة العشرة جنيهات، وجامع الرفاعي هو أحد الجوامع الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، وسمي بهذا الاسم نسبةً إلى أحمد عز الدين الصياد الرفاعي، أحد أحفاد الإمام أحمد الرفاعي، وأمرت ببنائه خوشيار هانم، والدة الخديوي إسماعيل، ثم توفيت وتوقف مشروع البناء نحو 25 عامًا حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وافتتح للصلاة عام 1912م.
ويضم الجامع مقابر الأسرة الملكية التي يرقد بها الخديوي إسماعيل وأمه خوشيار هانم وزوجاته وأولاده، والسلطان حسين كامل وزوجته، والملك فؤاد الأول، والملك فاروق الأول. ويطلق على مسجد الرفاعي لقب "مقبرة الملوك والأمراء"، ويتميز المسجد بالتفاصيل الدقيقة في الزخارف على الحوائط الخارجية والعمدان العملاقة عند البوابة الخارجية.
على الوجه المقابل للعملة صورة تمثال الملك خفرع، صاحب الهرم الثاني، ابن الملك خوفو، والملك خفرع من أشهر الملوك القدماء، ويقال إنه أمر النحاتين بنحت الإله حورس خلف رأسه حتى يضفي على ملكه شرعية الحكم الإلهي على الأرض.



العشرون جنيهًا
منقوش عليها مسجد محمد علي القائم داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، والذي يعد أشهر المساجد الأثرية في القاهرة، ويرجع سبب بناء الجامع إلى أن محمد علي رأى أنه في حاجة ماسة إلى إنشاء مسجدًا؛ ليكون مدفنًا له، فعهد إلى المهندس المعماري التركي يوسف بوشناق بوضع تصميم له على غرار جامع السلطان أحمد بالأستانة، وهذا الجامع على طراز الجوامع العثمانية، وبدأ العمل في عمارة هذا المسجد عام 1830م، وقد بني هذا الجامع على مساحة مستطيلة من الأرض داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي.
وعلى الوجه الآخر من العملة توجد العجلة الحربية، والتي ظهرت عند هجوم الهكسوس على مصر، وتعتبر أقدم سلاح يستخدم في الحروب، وهذه العجلة هي نوع من العربات التي تجرها الخيول، وكانت تستخدم كمركبة رئيسية في حالات الحرب والسلام في العصور القديمة.



الخمسون جنيهًا

تحمل جامع أبو حريبة ومعبد حورس ورقة الخمسون جنيهًا، فجامع قجماس الإسحاقي الشهير بـ "أبو حريبة" يقع بحي الدرب الأحمر بالقرب من باب زويلة، بناه الأمير قجماس الإسحاقي أحد أمراء المماليك الجراكسة، وتم البناء بين عامي 1480-1481م، ويعد من الجوامع الهامة التي أنشئت في عصر قايتباي؛ وتأتي أهميته من دقة الصناعات المختلفة الموجودة به، ويحتوي على العديد من السمات المعمارية والزخرفية.
وعلى الجانب الآخر من العملة توجد صورة معبد حورس في مدينة إدفو، وهو ثاني أكبر معبد في مصر بعد معبد الكرنك من حيث الحجم، واستغرق بناء المعبد ما بين 180 سنة إلى 200 سنة، وعلى جدران المعبد كتابات هيروغليفية تلقي الضوء على الطقوس المتبعة لعبادة الإله حورس.



المائة جنيهًا
تجمع على وجهيها جامع السلطان حسن وتمثال أبو الهول على المائة جنيهًا، فجامع السلطان حسن يجمع بين ضخامة البناء ودقة الصناعة وتنوع الزخارف ويتكون البناء من مسجد ومدرسة لكل مذاهب الأئمة الأربعة «الشافعي، والحنفي، والمالكي، والحنبلي»، أنشأه السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، والسلطان حسن، وهو أحد أبرز سلاطين المماليك، وقد أُنشيء المسجد على قطعة أرض كانت تعرف باسم "سوق الخيل" في ميدان الرميلة.
وعلى الوجه الآخر من العملة يوجد تمثال أبو الهول، أقدم وأضخم تمثال ملكي في الحضارة المصرية القديمة، وحارس لأهرمات مصر الثلاثة، والذي تم نحته على هيئة جسم أسد ورأس إنسان.



مئتا جنيه
يزين أحد وجهيها جامع قاني باي الرماح الذي أنشأه قاني باي السيفي عام  908 هجريًا، وهو أحد أمراء السلطان قايتباى، ويقع أمام جامع الرفاعي في ميدان القلعة، ويعد من الجوامع المعلقة، فهو مبني على عقود مُصَلّبة تحملها أكتاف حجرية مربعة، وأنشئ على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد حيث يشتمل على صحن مكشوف تُحيط به أربعة إيوانات معقودة.
ويوجد على الوجه الآخر من العملة تمثال الكاتب المصري، كاتب الملك خفرع، يجسد رمز العلم والثقافة، مما يعكس أهمية ومكانة الكاتب في الحياة المصرية القديمة، ويعد تمثال الكاتب المصري من أشهر وأدق التماثيل التي تعبر عن الحياة الثقافية وأهميتها في مصر القديمة.