صاحبة مبادرة "الصم والبكم" في حوار لـ"دهاليز": أتمنى تعميم لغة الإشارة.. والمظلة القانونية تنقص مبادرتي سمر ناجي: زرنا معبد الكرنك ونظمنا ورش عمل بالتعاون مع جامعة الأقصر


حوار- هديـر على وآلاء عبد الحميد:

منذ تسع سنوات في محافظة الأقصر، استطاعت المرشدة السياحية سمر ناجي، من خلال مبادرة "الصم والبكم"، أن تجذب متحدي الإعاقة من "الصم والبكم"، من العزلة إلى عوالم المعرفة وتاريخ حضارتنا، ورغم صعوبة تنفيذ الفكرة، إلا أنها أخذت مسلكًا جديدًا لتوصيل رسالتها.
"سمر" قالت خلال حوارها لـ"دهاليز"، إنها تسعى دوما للتواصل مع المؤسسات التي تعتني بهذه الشريحة داخل وخارج مصر، معربة عن أملها في أن تصبح مصر مؤهلة لجذب السياح من "الصم والبكم"، متمنية تُعميم لغة الإشارة داخل المؤسسات الحكومية والأهلية، لإقرار حق "الصم والبكم" في الحياة ومعرفة أسرار وعوالم  التاريخ والتراث المصري..وإلى نص الحوار:

§     بداية أخبرينا كيف جاءت فكرة المبادرة؟
عندما وجدت بعضهم الأطفال من الصم والبكم يتحدثون إلى بعضهم البعض من خلال لغة الإشارة، تواصلت مع أم لديها طفلين ممن يعانون مشاكل في السمع، واقترحت عليها إمكانية القيام بجولات سياحية، وقامت بتوصيل كلامي لهم من خلال لغة الإشارة، واستطاعت نشر فكرة المبادرة من خلال  الاحتفال باليوم العالمي لذوي الإعاقة في الثالث من ديسمبر من كل عام، وقمت بتكريم الموهوبين منهم في الرسم، بالإضافة إلى التنسيق لإقامة ندوة "تعليم فن الإتيكيت"، ودمجت بين أذواق الإتيكيت ولغة الإشارة، ووجدوا سعادة غامرة على وجوه الأطفال.

§     ماذا عن جولاتك الأثرية بصحبتهم؟
الجولة الأولى ضمت أطفال من إسنا وشمال الأقصر، وزرنا معبد الكرنك، ونظمنا ورش عمل بداخله، بالتعاون مع جامعة الأقصر، وبالتنظيم مع كلية الفنون الجميلة، اكتسبوا مهارات متعددة في الرسم، وكرمنا المتفوقين.

§     هل اقتصرت تلك الجولات على الصم والبكم؟
 استطعت ضم المكفوفين من خلال التعاون مع الجمعيات الأهلية بالأقصر، وقدمت فكرة جديدة لهم من خلال تقديم مجسمات فرعونية تُعبر عن كل أثر داخل المعابد، وبعد الانتهاء من اكتشافها عن طريق اللمس أشرح نبذة عن كل مجسم.

§     كيف يتم توصيل المعلومات للأطفال؟
هناك مؤسسة تسمى"اللؤلؤ المكنون" للصم والبكم تساعدني من خلال تقديم شرحي لهم من خلال لغة الإشارة، و"الأهم أن الأمهات عضوات في تلك الجمعية وسهلن عليّ مهتمي للغاية.

§     ما  شعور الأطفال تجاه العالم التاريخي والأثري الجديد بالنسبة لهم وكيف يتم اختيار الرحلة؟
في البداية كنت أشعر أن الفكرة غريبة عليهم، لأنهم كانوا يرونها حجارة فقط، ولكن بعد الشرح، عبرت فتاة منهم بإشارة بعبارة "تحيا مصر"، أما عن اختيار الرحلة، فيرجع لي بالأساس، وأراعي أن تكون جولة واحدة فقط، حتى يكون الاستيعاب أكبر.

§     ما الهدف الذي تسعين إليه؟
هدفي نقل المبادرة إلى العالم، فأنا أريد من خلال مبادرتي أن اتواصل مع المؤسسات التي تعتني بهذة الفئة داخل وخارج مصر، وأن تصبح مصر مؤهلة لجذب السياح من تلك الفئة وأتمنى أن تُعمم لغة الإشارة داخل المؤسسات الحكومية والأهلية.

§     كيف استطعت الخروج بالفكرة إلى أرض الواقع وعلى أي أساس تقوم المبادرة؟
شاركت بمبادرتي من خلال وزارة الشباب والرياضة، أملاً فى تسهيلات تقدمها الوزارة والحصول على "مظلة قانونية"، حيثُ تعد من أكبر المعوقات أمامي.
حاولت التواصل مع مدرسة فى أسوان لمتحدي الإعاقة، ولكن تم رفضي بسبب عدم ثقة المدرسة في كشخص، ولأن ليس هناك أي جهة ترعاني وتقوم مبادرتي على الجهد الذاتي وأحيانًا تتبرع لي بعض الجهات أو المؤسسات بوسائل النقل كالأتوبيسات، وأيضًا قد يتبرع بعض الشباب ليشرفوا على الأطفال.

§     ما مقترحاتك لوزارة السياحة والأثار لتبني هذة الفئة بالمجتمع؟
تقديم تدريبات للموظفين ليتعلموا لغة الإشارة المحلية والدولية، وأن تكون اللغة الدولية مُعممة على جميع المحافظات، وأطالب بوجود تسهيلات فى التصريحات الأمنية والأثرية، وأن تكون لغة الإشارة منتشرة بشكل كافي، وبالنسبة للمكفوفين أحلم أن يكون تحت كل أثر معلوماته بطريقة برايل، بالإضافة إلى  شرحه صوتيًا من خلال الأشعة أو الموجات الحديثة، وأخيرًا بالنسبة لمبادرتي أتمني تقديمها ضمن المبادرات التى تُعرض أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي.





سمر ناجي- معبد الأقصر مع مبصري القلوب