عرض المقتنيات وفقا للجان الخاصة.. تخصيص مفتشين
للتأمين.. وشركات عالمية للحماية
ريحان: لا مخاوف من
السفر.. "النبراوي" يقترح نسخ الآثار الأصلية.. و"الراهب"
يحذر من المعارض "الجوالة"
كتب- هدير علي وآلاء عبد
الحميد:
أمام إحدى القطعة الأثرية
المصرية القديمة الموجودة بمعرض "توت عنخ آمون" في فرنسا، وقفت
زائرة تتأمل ما صنعته أنامل الأجداد، قائلة: "هذه فرصة استثنائية لمشاهدة
الآثار التي تعود لعصور قديمة، ومن حظنا السعيد أننا نستطيع مشاهدتها الآن، فهي
مقتنيات جميلة ونادرة".
قال عبد الرحيم ريحان،
مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، إن معرض
"الآثار الغارقة" بدأ أولي رحلاته من فرنسا في عام 2015، وكان له دوراً
كبيراً من خلال بعثات الآثار المصرية فى اكتشاف الآثار الغارقة بالإسكندرية،
وتدريب جيل من مفتشي الآثار على العمل فى الآثار الغارقة، وانتقل بعد ذلك إلى
المتحف البريطاني بإنجلترا حتى أنهى رحلته في زيورخ بسويسرا، والولايات المتحدة
الأمريكية ومرّ بثلاث ولايات، آخرهم ولاية كاليفورنيا، موضحاً أنه ضم 293
قطعة أثرية كان قد تم انتشالها من مدينتي هيراكلون وكانوبيس بالميناء الشرقي
لمدينة الإسكندرية وميناء أبي قير، أبرزها تماثيل ضخمة للآلهة إيزيس وسيرابيس
وتماثيل لأبي الهول، بالإضافة إلى بعض الحلي والأدوات المنزلية.
وعن كواليس العرض، ومعايير
اختيار الآثار المرسلة للمعارض الخارجية، تابع "ريحان": "تعتمد على
خطة مرتبطة بالجهة المنظمة للمعرض في اختيارها لعنوان معين يتضمن آثار منتقاه من
مصر وكافة أرجاء العالم، فمعظم المعارض تضم آثارًا متنوعة من شتى أنحاء العالم
تتوافق مع موضوع المعرض، وبناءً عليها ترسل الطلبات إلى مصر، وللجان العلمية
المصرية بالوزارة الكلمة الأولي والأخيرة في تحديد الآثار الملائمة للمعارض
الخارجية ومدى سلامتها، حتى لو طلبت الجهات المنظمة غير ذلك، كما أن نماذج الآثار
غير الأصلية ترسل في اتفاقيات تجارية للبيع كهدايا، لكن لا تصلح للعرض فى معارض
دولية، بينما تؤمن القطع الأصلية من قبل أشهر شركات التأمين فى العالم، إذ وصل
تأمين مقتنيات دير سانت كاترين إلى 15 مليون دولار".
من جانبه، أكد رأفت
النبراوي، عميد كلية الآثار سابقاً، على ضرورة أن تبقى الآثار الفريدة من نوعها
بمصر، وأن نرسل فقط الآثار المكررة، خوفاً من أي ظروف أياً ما كانت، موضحا أن هذا
هو المعيار الوحيد لاختيار الآثار المقرر إرسالها للمعارض الخارجية، لافتا إلى أنه
من الممكن أن ننسخ نماذج من هذه الآثار الفريدة، ونعرضها بالخارج بدلاً من أن نرسل
القطع الأصلية.
وعلق ناجي نجيب، رئيس
الإدارة المركزية للتوثيق الأثري بوزارة السياحة والآثار سابقًا، بقوله إن تلك
المعارض مبنية على اتفاقيات بين الدول، وكلما كانت الآثار المُرسلة للمعارض ذات
قيمة عالية، كلما كانت إفادة مصر المادية أعلى، مشيرا إلى أن بعض الآثار لا يمكن
أن تُعرض بالخارج مثل التابوت الذهبي لـ"توت عنخ آمون" لأنه ثروة قومية
ولا يمكن تعويضه بأي مال.
وأكد ماجد الراهب، رئيس
مجلس إدارة جمعية المحافظة على التراث المصرى، أن المعايير التي يتم من خلالها
اختيار الأثر لعرضه بالخارج، تتوقف على شهرة الأثر العالمية وقيمته الأثرية وشغف
الأجانب برؤيته، وأن هناك بعثات مُصاحبة للمعارض بها فرق متخصصة فى الترميم
والتغليف والشحن وإعادة العرض والتأكد من أصلية الأثر، بالإضافة إلى المترجمين
الذين يجيدون اللغات الأجنبية المختلفة، ولا يوجد توقيت معين للمعارض، ولكن يُراعى
المواسم السياحية والأجازات بالدول الأجنبية، ويتم اختيار الدول التى تعطى ضمانات
كافية لتأمين القطع الأثرية والعائد المتوقع من المعارض.
ويضيف الراهب: "نقل
الأثر والتعبئة والشحن والسفر ثم إعادة عرضه، يُعرض الأثر للتلف، وعندما يكون
المعرض جوال وينتقل من بلد إلى آخر يزداد معدل الخطورة، واحتمال استبدال الأثر
بآخر"
![]() |
صورة أرشيفية تمثال للملك توت عنخ آمون |