من الاستديو للعرض..كواليس صناعة السينما المصرية "أوليمبيا" مسرح سلامة حجازي.."مترو" أول صالة مكيفة.. و"فريال وفاروق" انطلاقة قنا



كتبت- إسراء فتيان ونادية جمال وشروق طارق:


تُعد صناعة السينما من أهم الصناعات التي تحرك عالمنا وتساعد في تشكيل مستوى ثقافتنا وأفكارنا، ورغم أن  "صالات السينما" المرحلة النهائية من عرض المحتوى المرئي، إلا أنها تعتبر من أهم الوسائل في الحكم على العمل، وعلى النقيض تتم المرحلة الأولى من صناعة المحتوى قبل ظهوره داخل "الاستوديوهات"  بمختلف أنواعها.


"دهاليز"، تستعرض أهم الاستوديوهات والسينمات التي لعبت دورا بارزا في تشكيل الوعى الثقافي لدى المصريين.


"سينما أوليمبيا بالقاهرة"


توجد هذه السينما في ميدان العتبة ويرجع تاريخها لأكثر من 100 عام وكانت الأرض التى تقام عليها ملكا لشريف باشا رئيس وزراء مصر خلال عهد الخديوي توفيق، ولعشقه للفن أهداها للشيخ سلامة حجازى، لتكون أول مسرح فني، وتحول المسرح إلى سينما في عام 1911، وقرر صاحبها في ذاك الوقت "المسيو باردي" تحويلها إلى دار سينما وإطلاق اسم "أوليمبيا".


"سينما مترو"


تعد سينما مترو أول دار عرض مكيفة في مصر حيث أنه تم افتتاحها ذلك عام 1940 بوسط البلد لتكون أول دار سينما فخمة مكيفة الهواء، وكانت جميع تصميماتها وتجهيزاتها من الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تضم وقتها 1526 مقعدا وهدمت أجزاء كبيرة منها ذلك بسبب تفجير عام 1947 وأيضاً تعرضت للحريق القاهرة عام 1952 وتعتبر من أهم السينمات التي كانت تتميز بها القاهرة.


"سينما رمسيس"


كان يشاع قديماً التفرقة بين المصريين وبين الأجانب حيث كان يخصص مقاعد الدرجة الأولى لأجانب بينما الدرجة الثانية للمصريين حتى جاءت هذه السينما ذلك  في أبريل عام 1931 حيث أصبحت لا تفرق بين المصريين والأجانب وكانت سينما رمسيس هي تلك الدار التي كانت واقعة في شارع فاروق "الجيش حاليا".


"فريال وفاروق"


 أنشئت سينما فريال وفاروق بمحافظة قنا في ثلاثينيات القرن الماضي على يد لوقا بسطا وأخوته الذي كان يديرها فى بعض السنوات والد الفنانة فاتن حمامة، إلا أنها توقفت عن العرض في فترة السبعينيات وتم هدمها عن طريق ملاكها منذ خمس أعوام تقريبا وتحولت لمعرض كبير، بعد فشل اللواء عادل لبيب محافظ قنا الأسبق، في إقناع ملاكها بتجديدها وبناء أدوار علوية فوقها كمحلات.


"بورصة طوسون باشا"


تقع هذه السينما في محافظة الإسكندرية حيث شاهدت أول عرض لفيلم في مصر ذلك في نوفمبر عام 1896 ذلك بعد عام واحد فقط من عرض أول فيلم في باريس، كانت تتكون هذه السينما من عدة طوابق كل طابق من عدة صالات مختلفة المساحة والأغراض، كان يتم استخدامها في الاحتفالات أو حفلات الرقص للجاليات الأجنبية في الإسكندرية في هذا الوقت، ومقرها في شارع الباب الجديد بالإسكندرية.


" رويال "


تعتبر "رويال" أول من عرض فيلم مصري ذلك عام 1932 ذلك في حي مصر الجديدة، وهو فيلم "أولاد الذوات " تأليف وتمثيل وإنتاج يوسف وهبي، وإخراج محمد كريم، واستمر عرض الفيلم لمدة أسبوعين، وبواقع 4 حفلات يومياً،  وهو أمر لم يكن مسبوق وقتها، الجدير بالذكر أن الأجزاء الناطقة في الفيلم تم تنفيذها في أستوديو "بيتوف" بالعاصمة الفرنسية باريس، بينما نفذت الأجزاء الصامتة في أستوديو رمسيس بالقاهرة.


" تريومف "


تعد سينما "تريومف" أول من عرض فيلم أجنبي مدبلج حيث تم الاستعانة بأصوات ممثلين مصريين كما أنه أول فيلم عرض في مصر مصاحبا لهذه التقنية كان فيلم بعنوان "جاري كوبر في نيويورك" والذي أنتجته أمريكا قبل عرضه في القاهرة بعامين، وهو من إخراج فرانك كابرا، وتمثيل جاري كوبر وجين آرثر، وقام أستوديو مصر بمهمة الدوبلاج.


"أستوديو مصر"


على الرغم من سقوط عدد كبير من هذه الاستوديوهات إلا أن يعد استوديو مصر هو أول ستوديو لإنتاج الأفلام في تاريخ السينما المصرية وكانت تكلفة إنشائه حوالي مائة بالمائة، وقد أسسة الزعيم الاقتصادي طلعت حرب عام 1935، وقد كان حجر الأساس لانطلاق صناعة السينما المصرية من خلال تصوير عدد كبير من الأعمال الفنية والذي أثبت صموده باختلاف المراحل العمرية التي تعرضت لها هذه الصناعة.

تحول الأستوديو من مجرد مكان للتصوير إلى حالة فريدة تجمع عناصر فاعلة بالفعل فتظهر من خلاله قدرة جميع المشاركين في العمل من إخراج وتصوير وغيرها من المكونات الفعلية للعمل الفني وأيضاً مع التطوير الفعلي للتكنولوجيا ساعدت بقدر كبير على تطور العمل وظهوره بتقنيات مختلفة، فتأتي استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي، والتي تحتوي على ستة مجمعات لاستوديوهات "أ، ب، ج، د،هـ، ك"، تشمل استوديوهات متنوعة من 900 إلى 1000 متر مربع، يتم من خلالها تنفيذ أضخم إنتاجات التليفزيون والسينما والتي غطت معظم أوقات البث التليفزيوني في القنوات المصرية والعربية المختلفة على مدار السنوات الماضية، فتتنوع فيها مساحات استوديوهات، لخدمة مختلف أنواع الإنتاج التليفزيوني، ليصبح صانع العمل في راحة تامة يشبع من خلالها رغباته بشكل كبير فيجد كافة ما يحتاج من وسائل اتصال حديثة وأدوات ميكنة ممهدة لإنجاح عملة السينمائي أو التليفزيوني، لذلك مازالت عملية صناعة السينما الداخلية في تطور بشكل مستمر علاوة على الأدوات التي تقدمها التكنولوجيا لتنوع المادة السينمائية وتطورها.