اكتشافات أثرية شهرية : 2019.. عام استثنائي في تاريخ الحضارة المصرية


كتبت- تغريد أيمن:

توجهت أنظار العالم إلى مصر خلال عام 2019، تزامنًا مع تعدد الاكتشافات الأثرية المُعلن عنها في محافظات مختلفة، إذ أعلنت بعثات مصرية وأجنبية اكتشافات أثرية تُعد قيمة تاريخية هامة تُضاف لحضارة مصر، وتمثل ثروة قومية تحمل أسرار جديدة تحتفظ  بها المقابر والمومياوات والتماثيل.
"بشائر" يناير
في 15 يناير، كانت البداية، إذ نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة لوزارة الآثار والعاملة بمنطقة آثار بئر الشغالة بمدينة موط بواحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، فى الكشف عن مقبرتين أثريتين ترجعان إلى العصرالروماني، ونُقش على حوائطهما رسوم جنائزية زاهية وواضحة الألوان، وعقب هذا الكشف بيومين، تمكنت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة عين السبيل بالداخلة والتابعة لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، من العثورعلى خبيئة عبارة عن قنينة تحتوي على بعض العملات الذهبية التي ترجع إلى العصر البيزنطي، وتحمل العملات عدة صور للإمبراطور «قسطنطين الثاني»، الذي صنعت في عصره، من جهة، وتحمل بعض النقوش والرسوم التي تشير لتاريخ صنعها، من الجهة الأخرى.
وفي 20 يناير، نجحت البعثة الأثرية الإنجليزية، التابعة لجامعة برمنجهام والعاملة بمشروع قبة الهوا بأسوان، في الكشف عن 6 مقابر ترجع لعصر الدولة القديمة مختلفة الأحجام، وبعدها بثلاثة أيام، كشفت البعثة الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بموقع كوم الخلجان الواقع على الحدود الفاصلة بين محافظتي الشرقية والدقهلية، عن مجموعة من المقابر ترجع إلى عصر الانتقال الثاني "فترة الهكسوس"، و20 دفنة ترجع إلى فترة ما قبل الأسرات، وقبل نهاية الشهر، وتحديدًا، في 27 يناير، كشفت البعثة الأثرية، التابعة للمجلس الأعلى للآثار والعاملة بتل آثار كوم تروجى مركز أبو المطامير بمحافظة البحيرة، عن بقايا وحدة معمارية متكاملة، تتمثل فى الكشف عن المرحلة الثالثة لمعصرة نبيذ ووحدات تخزين لمنتجات تلك المعصرة يُحيط بها سور كبير من الطوب اللبن، ومبنى سكني للمعصرة وملحقاتها.
"آبار تونا الجبل"
أعلن الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، في 1 فبراير الماضي، عن كشف أثري بمنطقة آثار تونا الجبل بمحافظة المنيا، إذ تمكنت البعثة الأثرية المشتركة بين الوزارة ومركز البحوث والدارسات الأثرية بجامعة المنيا، فى الكشف عن ثلاثة آبار دفن تؤدي كل منها إلى مقابر محفورة فى الصخر بها العديد من المومياوات، وهي مقابر عائلية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة من المجتمع، وتتكون من عدة حجرات للدفن، وبداخلها عدد كبير من المومياوات لأشخاص في مراحل عمرية مختلفة في حالة جيدة من الحفظ، من بينها مومياوات لأطفال بعضها ملفوف بلفائف كتانية، والبعض الآخر يحمل كتابات بالخط الديموطيقي، بالإضافة إلى عدد آخر من المومياوات لرجال ونساء لا تزال يحتفظ بعضها ببقايا كرتوناج ملون، والبعض الآخر عليه كتابات ديموطيقية أسفل القدمين، بالإضافة إلى أن طرق الدفن داخل تلك المقابر تنوعت ما بين الدفن داخل توابيت حجرية، أو خشبية، أو دفنات على أرضية المقبرة، أو دفنات داخل نيشات.
وتمكنت البعثة الأثرية المصرية العاملة بتل آثار أبوصيفي بمنطقة آثار شمال سيناء، في 12 فبراير، من الكشف عن بقايا مبنى من الحجر الجيري، وهو عبارة عن ورشة لإصلاح المراكب والسفن تعود للعصر البطلمي والروماني، وتتكون هذه الورشة من أحواض جافة لإصلاح وبناء السفن، وهذه الورشة عبارة عن حوضين منفصلين بينهما مبنى مستطيل الشكل، ويقع الحوض الأكبر إلى الشرق، ويتكون من بقايا جدارين متوازيين يمثلان جسم الحوض بعرض 6 أمتار، إذ يتم سحب السفن داخل الحوض للإصلاح، ويمتد الجدارين نحو الجنوب تجاه مياه البحيرة القديم.
وتوصلت البعثة الأثرية المصرية السويدية المشتركة العاملة بمنطقة جبل السلسلة برئاسة الدكتورة ماريا نيلسون، في 26 فبراير، إلى الكشف عن ورشة من عصر الدولة الحديثة لصناعة العناصر المعمارية، كالأعمدة والتماثيل، حيث عُثر داخل هذه الورشة على تمثال ضخم يعرف باسم الكريوسفينكس (تمثال برأس كبش بدلًا من رأس إنسان وجسم أسد)، ويبلغ طوله حوالى 5 أمتار، وارتفاعه 3.5 متر، وعرضه 1.5 متر، وتم تصميمه بأسلوب مماثل لتمثال الكريوسفينكس الموجود إلى الجنوب من معبد خونسو بالكرنك، ويعود لعهد الملك أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشر.
" مرساوات" الساحل الشمالي
عثرت البعثة الأثرية التابعة لمركز الآثار البحرية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، تحت إشراف الإدارة المركزية للآثار الغارقة بوزارة الآثار، في 18 مارس، على عدد من المرساوات (هلب) المختلفة الطرز والأحجام، أثناء أعمال المسح الأثري بمرسى باجوش بالساحل الشمالي الغربي بالقرب من مدينة مرسى مطروح، وهي عبارة عن مرساوات حجرية حديدية وأخرى مصنوعة من الرصاص، وتعود لعصور مختلفة بدءًا من العصر الهلينستى وحتى القرن العشرين، بالإضافة إلى العثور على عدد من الأواني الفخارية من منطقة شمال أفريقيا، مصر، اليونان، إيطاليا، أسبانيا وفلسطين، الأمر الذي يشير إلى كثافة النشاط البحري في تلك المنطقة عبر العصور المختلفة، وأن مرسى باجوس ظل مستخدمًا من قبل السفن لمدة تزيد على ألفي عام.
ونجحت البعثة الأثرية العاملة بمنطقة جبل السلسلة والتابعة لتفتيش آثار كوم أمبو بأسوان، في 26 مارس، في الكشف عن الميناء الرئيسي الذي كان يُستخدم لنقل الأحجار من منطقة محاجر جبل السلسلة عبر نهر النيل لبناء المعابد والمسلات، وهذا الميناء يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل بامتداد حوالي 100 متر، ويبعد عن المحجر الكبير بالمنطقة رقم 34 حوالى 200 متر.
وكشفت البعثة الأثرية لجامعة نيويورك والعاملة بمعبد رمسيس الثاني بأبيدوس، في 28 مارس، عن بهو قصر الفرعون رمسيس الثاني الملحق بمعبده بأبيدوس، إذ يتكون من حوائط مبنية من الحجر الجيري والطوب اللبن وكسيت أرضيته ببلاطات من الحجر الجيرى، كما عثرت البعثة بداخل الصالة الثانية على قاعدة عمود من الحجر الرملي وعتب من نفس نوعية الحجر يحمل اسم رمسيس الثاني، بالإضافة إلى كتل حجرية أخرى تحمل بقايا مناظر لنجوم كانت تزين سقف الصالة.
مقبرة "توتو"
في الأول من أبريل، عثرت البعثة الأثرية المصرية التابعة لوزارة الآثار، على تابوت من الحجر الجيري على الهيئة الآدمية، أثناء أعمال الحفر الأثري فى الجزء الشمالي الغربي من موقع الحفائر بمنطقة آثار محاجر قويسنا بمحافظة المنوفية، إذ يبلغ طول هذا التابوت حوالي 2 متر، وعرضه حوالي 60 سم، كما عُثر بداخله على مومياء فى حالة سيئة من الحفظ عليها رقائق ذهبية.
وفي نفس اليوم، أعلنت وزارة الآثار، عن العثور على 23 قطعة أثرية خلال تنفيذ مشروع خفض منسوب المياة الجوفية فى منطقة كوم أمبو فى أسوان، بالتعاون مع الوكالة الأمريكية، ومن أبرز تلك القطع الأثرية المكتشفة، تمثال على هيئة أبو الهول، ولوحة من الحجر الرملي عليها خرطوش يمثل الملك فيليب أرهاديوس, الأخ الأصغر للإسكندر الأكبر، وتمثال للإله حورس.
وفي 2 أبريل نجحت البعثة المصرية برئاسة الدكتور محمد مجاهد، أثناء أعمال الحفائر والتسجيل العلمي للمجموعة الهرمية للملك جدكارع من الأسرة الخامسة بجنوب سقارة، في الكشف عن مقبرة فريدة من نوعها لشخص يدعى خوى، كان يشغل منصب النبيل لدى الملك فى أواخر عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، وهذه المقبرة تتكون من بناء علوي عبارة عن مقصورة قرابين شُيدت على شكل حرفL، ومن الواضح أن أحجار المقصورة قد تم انتزاعها خلال العصور المصرية القديمة وأعيد استخدامها فى أماكن أخرى، حيث لم تعثر البعثة سوى على بقايا الجدران السفلية والتي شيدت من الحجر الجيري الأبيض.
وأعلن الدكتور مصطفى وزيري، رئيس المجلس الأعلى للآثار، في 5 أبريل، عن اكتشاف مقبرة "توتو" بسوهاج، ويقع هذا الكشف فى منطقة الديابات بمدينة أخميم بمحافظة سوهاج، وهو عبارة عن مقبرة مزدوجة من العصر البطلمي لشخص يدعى "توتو" وزوجته "تا شريت إيزيس" التى كانت تشغل منصب عازفة الصلاصل (الشخشيخة) الخاصة بالآلهة حتحور، بالإضافة إلى بقايا آدمية ومجموعة من دفنات لطيور وحيوانات.
وعثرت بعثة مصرية في الأقصر، في 18 أبريل، على مقبرة بمنطقة ذراع أبو النجا، وترجع المقبرة للأسرة 18، وكذا مقبرتين بمنطقة العساسيف ترجعان لعصر الرعامسة.
واكتشفت بعثة وزارة الآثار وجامعة ميلان الإيطالية، في 23 أبريل، مقبرة صخرية ترجع للعصر اليوناني الروماني بمنطقة مقابر الأغاخان بغرب أسوان.
أبراج ومجمعات سكنية
كشفت بعثة وزارة الآثار,،في 4 مايو، عن جبانة ترجع لعصر الدولة القديمة بالجهة الجنوبية الشرقية لمنطقة آثار أهرامات الجيزة، وفي 13 مايو، كشفت بعثة وزارة الآثار في تل الكدوة بشمال سيناء على بقايا أبراج عسكرية من الطوب اللبن ترجع لعصر الأسرة السادسة والعشرين، وفي 28 مايو، كشفت مدرسة الحفائر التي تنظمها الوزارة بمنطقة تونا الجبل عن بقايا مجمع سكني من العصر البطلمي في منطقة تونا الجبل.
حصن عسكري

تمكنت بعثة وزارة الآثار المصرية بتل الأقبعين بمحافظة البحيرة، في 10 يونيو، من الكشف عن بقايا حصن عسكري ومبنى سكني من عصر رمسيس الثاني، وفي 28 يونيو، كشفت بعثة وزارة الآثار عن مقبرة صخرية بمنطقة الربوات جنوب هرم اللاهون في الفيوم.
مقبرة "سا أيست"
وفي منطقة دهشور الأثرية، اكتشفت بعثة مصرية، مقبرة "سا أيست"، جنوب شرق هرم أمنمحات الثاني، ومجموعة من القطع الخشبية والأواني الفخارية التي تعود للدولة الوسطى ومجموعة من المومياوات في حالة جيدة من الحفظ، كما نجحت البعثة المصرية العاملة بتل آثار الفرما بشمال سيناء، من الكشف عن جزء من مبنى ضخم يعود للعصرين اليوناني والروماني.
معبد "بطليموس"
أثناء أعمال حفر خاصة بتطوير البنية التحتية لمركز طما بسوهاج، عُثر على بقايا معبد للملك بطليموس الرابع، وكشف عن سور أثري  للعصرين اليوناني والروماني.
ورش الذهب 
اكتشفت البعثة المصرية بوادي الملوك الغربية، 30 ورشة لصناعة الذهب والأثاث الجنائزي، ومقبرة أثرية مجهولة تنتمي للأسرة 18. واكتشفت بعثة الوزارة بالعساسيف بالأقصر، خبيئة بها 30 تابوتًا خشبيًا مغلقًا محتفظًا بألوانه ونقوشه، وهي توابيت آدمية تنتمي لرجال ونساء وأطفال.

الطيور المقدسة
وفي نوفمبر، عثرت بعثة مصرية في منطقة سقارة الأثرية، على خبيئة للحيوانات والطيور المُقدسة، ضمت 25 صندوقًا خشبيًا بداخلها مومياوات لتماسيح وقطط وأسود وتماثيل برونزية وخشبية لآلهة مصرية، كما عُثر على أول مقبرة على طراز الكتاكومب وترجع للعصر الروماني في منطقة سقارة.
وفي محافظة الإسماعيلية، كُشف عن جزء من جبانة متعددة الطبقات تنتمي للعصرين اليوناني والروماني، تضم دفنات من عصر ما قبل الأسرات، وفي منطقة القرنة بالأقصر، كُشف عن 3 توابيت خشبية من الأسرة الـ 18.
تمثال رمسيس
اكتشفت البعثة المصرية الألمانية بالمطرية، في 1 ديسمبر، عدد من أجزاء لتماثيل ملكية وجدار كبير من الطوب اللبن يرجع لعصر الدولة الحديثة.
وفي 10 ديسمبر 2019، كشفت البعثة الأثرية المصرية عن تمثال أثري نادر للملك رمسيس الثاني على هيئة "الكا"، حيث يظهر مرتديًا باروكة ويعلو رأسه علامة "الكا"، والتي تعني رمز القوة عند الفراعنة، وذلك بمنطقة ميت رهينة بمحافظة الجيزة.
وفي 14 ديسمبر، عثرت البعثة الأثرية المصرية على تمثال ملكي صغير على هيئة أبي الهول بمنطقة تونا الجبل الأثرية بمحافظة المنيا.
واكتشفت البعثة الأثرية المصرية الألمانية، في 19 ديسمبر، تمثالًا ضخمًا فاقدًا الأرجل للإله حورس، وذلك أثناء أعمال داخل بقايا صالة الأعمدة بمعبد "ملايين السنين" الخاص بالملك أمنحتب الثالث بالبر الغربي بالأقصر.
 وخلال شهر ديسمبر، عُثر على سبع عملات ذهبية من العصر البيزنطي ومجموعة من تماثيل الأوشابتي منقوش عليها خرطوش للملك "بسماتيك الثاني"، أحد ملوك الأسرة الـ 26 بمنطقة دمياط الجديدة شمال مصر.

انفوجراف :


 انفوجراف لوزارة الآثار..لأبرز الاكتشافات لعام ٢٠١٩